الثلاثاء، 15 فبراير 2011

فالس Vals

لا يوجد فرق بين بداية و نهاية .. فنهاية الشئ قد تكون بداية لشئ اخر .. و نهاية الحزن العميق قد تكون بداية لفرح دائم .. اذن هى دائرة لا توجد بها بداية او نهاية ... انا موجود منذ الاذل و سوف اظل الى الابد .. انه الخلود !!

هل تشاطرنى افكارى نفسها؟؟ .. لا اعرف .. و لا اهتم .. فقط انها تلك اللحظه التى اعيشها و التى ربما سوف تستمر لقرون .. و ربما تنتهى الان .. لا حدود للزمن فلا يوجد زمن ..

ابتسم لافكارى و انظر الى عينيها ... اضيع فى عينيها فلا ارى الا زرقة سماء صافية .. تبتسم هى الاخرى و هى جالسة على المقعد امامى .. هل سيطول هذا الموقف؟؟ .. اتمنى الا ينتهى فقد جاءت لى اخيرا .. كما قلت تحولت النهاية لبداية .. و لكنها تلك المرة بداية دائمة .. فلا توجد نهاية .. فقط الخلود ...

اسحب عيناى من عينيها بهدوء و ننظر نحن الاثنان الى ذلك الطفل الصغير الواقف بيننا .. نتبادل الانظار انا و هى و اخيرا تستقر عينانا عليه ... ينظر الينا هو الاخر فى دهشة .. تتبادل عيناه النظر الى كلينا و نحن ننظر اليه فى هدوء .. و نبتسم .. لا يوجد غير هذا الطفل الذى يمكن ان يدرك مالا يدركه احد ..انه يستحق ان يشاركنا تلك اللحظة .. او ذلك الخلود .. هو خلود لنا فهى بداية بلا نهاية و لكنها لحظة له سوف تؤدى به الى نهاية اخرى .. لم يحن له الوقت بعد ان يعيش تلك اللحظة .. و لكنه يراها فقط ..

لا اتذكر الكلام الذى ينطلق منا ليذوب فى سقف الغرفة ... فقط اتذكر اننا كنا نتكلم لمجرد الكلام و لمجرد افراغ ما داخلنا فى اى شئ .. و بين الحين و الاخر تلتقى اعيننا باعين الصغير اللامعه التى تتابعنا فى شغف .. يبدو عليه الاستمتاع بالموقف .. يستمتع باللحظه التى يحس بداخله انها غريبه .. هو لا يدركها الان .. اعتقد انه عندما يكبر سوف يدرك كل شئ .. و لكنه سوف يفقد تلك اللذه التى ولدتها اللحظه .. فقط تبقى الذكرى ..

اذن فليشترك ثلاثتنا فى تلك السيمفونية .. تمتلأ الغرفة بالاضواء الخافتة و انظر ثانية الى عينيها .. ارى فى داخلها الف الف كوكب تدور فى افلاكها المحتومه فى سكون .. و اعود مره اخرى .. تلتقى يدينا و احس بتلك الرجفة الممتعة تغمر جسدى .. و الاستمتاع باستكانتها لى .. اطوق خصرها بيدى و تضع يداها حول عنقى و نبدأ رقصتنا الازلية ..

ندور حول بعضنا و تتراقص الاضواء حولنا .. تتلاشى معالم الحجرة مع الرقص فلا يبقى الا انا و هى .. و اعين لامعة تتابعنا فى انبهار .. ترخى رأسها الغالى فوق كتفى .. و تستسلم اصابعها الهشة فى يدى .. و تستمر الاضواء .. و يستمر الرقص .. و تستمر اللحظه .. و يتوقف الزمن ..

و تبقى اعين الصغير اللامعة تتابعنا فى انبهار ...

==================================

تمر اخته به و هو ما زال مستمرا فى المتابعة .. تنظر له قليلا فى سكون .. بالطبع لم تفهم ما اللذة التى يجدها هذا الصغير فى البقاء منفردا فى تلك الغرفة .. ما نوع اللعب الذى يفعله بالتحديق فى ارجاء الغرفة الخاوية بمثل هذا الاستمتاع لمدة ساعة كاملة .. تهز كتفيها و تستمر فى السير ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق