الثلاثاء، 15 فبراير 2011

خواطر شخص غريب الأطوار

1

تسلل النهار رويدا من النافذة الزجاجية

مخترقا الظلام

معلنا الانتصار

على بقايا الليل المنتهية

وكان جلوسة خلف الزجاج

يتابع بعينيه اشراق الصباح

و تدوى فى داخله أصوات من اعماقه المنسية

" نحن هنا ..

نحن هنا ..

لم نذهب – كما ظننت – الى الفناء

نحن مصدر تمزقك و عذابك

نحن مصدر حيرتك و شرودك

نحن هنا .. "

بلغ الصوت عنان الفضاء

مخترقا شرفات صمت النفس العاجية

صاعدا بأهاته الى السماء

لعله يصل الى المجهول

و يكشف أرجاء عذابه القصية

2

غريبا كان عن رفاقه

جالسا على مقعده وحيد

شريد ..

يحاصره الاحساس بالحيرة

تطارده مشاعر الضياع

تعلو خلفه اصوات و اصوات

فى صفاقة

" هذا مخلوق غريب الطباع "

رباه

الن ينتهى هذا اليوم؟

فهو يرغب فى النوم

فى الذهاب الى عالمه

و الاستزاده من انهار حلمه الرقراقة

3

لا جديد

لا جديد

لن يكون الغد أفضل من اليوم

لن يأتى الصباح بأى تجديد

4

و سقطت الامطار

مغرقة الطرق الساكنة شبه المظلمة

غاسلة الاشجار المليئة بالثمار

و هو جالس على مقعد

فى انتظار عودة النهار

يتابع ما تفعله الرياح الغاضبة بالبحار

تتدافع امواج

تتبعها امواج

فى سرعة و جنون

و تنتهى حدتها على صخر جبار

و هو بهذا كله مفتون

" ليت هذا المشهد لا ينتهى

و لكن الرياح – دوما -

تأتى بما لا تشتهى ... "

5

يقول لصديقه بصوت خافت

" انت ترانى .. و لا ترانى

فانا المجهول ذو الوجوه الهشة"

ينظر له صديقه فى دهشة

و يتلفت

" طارق

انى اريدك فى حديث هام .. "

و ينصرف

و يرخى صديقه لافكاره اللجام

6

داعب وجهه ضوء النهار

" ولدى ..

الن تأتى الى الافطار؟ "

" اما من سبيل للفرار؟

اما من سبيل للفرار؟ "

" نحن هنا ..

نحن هنا ..

لم نذهب – كما ظننت – الى الفناء

نحن مصدر تمزقك و عذابك

نحن مصدر حيرتك و شرودك

نحن هنا .. "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق