1
تسلل النهار رويدا من النافذة الزجاجية
مخترقا الظلام
معلنا الانتصار
على بقايا الليل المنتهية
وكان جلوسة خلف الزجاج
يتابع بعينيه اشراق الصباح
و تدوى فى داخله أصوات من اعماقه المنسية
" نحن هنا ..
نحن هنا ..
لم نذهب – كما ظننت – الى الفناء
نحن مصدر تمزقك و عذابك
نحن مصدر حيرتك و شرودك
نحن هنا .. "
بلغ الصوت عنان الفضاء
مخترقا شرفات صمت النفس العاجية
صاعدا بأهاته الى السماء
لعله يصل الى المجهول
و يكشف أرجاء عذابه القصية
2
غريبا كان عن رفاقه
جالسا على مقعده وحيد
شريد ..
يحاصره الاحساس بالحيرة
تطارده مشاعر الضياع
تعلو خلفه اصوات و اصوات
فى صفاقة
" هذا مخلوق غريب الطباع "
رباه
الن ينتهى هذا اليوم؟
فهو يرغب فى النوم
فى الذهاب الى عالمه
و الاستزاده من انهار حلمه الرقراقة
3
لا جديد
لا جديد
لن يكون الغد أفضل من اليوم
لن يأتى الصباح بأى تجديد
4
و سقطت الامطار
مغرقة الطرق الساكنة شبه المظلمة
غاسلة الاشجار المليئة بالثمار
و هو جالس على مقعد
فى انتظار عودة النهار
يتابع ما تفعله الرياح الغاضبة بالبحار
تتدافع امواج
تتبعها امواج
فى سرعة و جنون
و تنتهى حدتها على صخر جبار
و هو بهذا كله مفتون
" ليت هذا المشهد لا ينتهى
و لكن الرياح – دوما -
تأتى بما لا تشتهى ... "
5
يقول لصديقه بصوت خافت
" انت ترانى .. و لا ترانى
فانا المجهول ذو الوجوه الهشة"
ينظر له صديقه فى دهشة
و يتلفت
" طارق
انى اريدك فى حديث هام .. "
و ينصرف
و يرخى صديقه لافكاره اللجام
6
داعب وجهه ضوء النهار
" ولدى ..
الن تأتى الى الافطار؟ "
" اما من سبيل للفرار؟
اما من سبيل للفرار؟ "
" نحن هنا ..
نحن هنا ..
لم نذهب – كما ظننت – الى الفناء
نحن مصدر تمزقك و عذابك
نحن مصدر حيرتك و شرودك
نحن هنا .. "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق