الجمعة، 15 أبريل 2011

فقط كى اتذكر


دايما بتصرف زى فراشة بتنجذب و تطير ناحية النور ... فى كل مرة بفتكر انه نور القمر ... و فى كل مرة يطلع نور صاعق كهربائى :|:|

الأربعاء، 6 أبريل 2011

هاجر

اليوم هو لقائى الخامس مع هاجر ..

اجلس وحيدا على تلك المائدة المطلة على البحر اتامل فى الافق المعتم .. الجو اليوم غير مطمئن و الرياح تعبث بمعطفى و بشعرى واحس ببرودة الجو تتخلل جسدى .. انا اعشق هذا الطقس لكننى لم اكن اتمنى ان يكون موعدا للقاء .. بالتاكيد لا اتمنى ان تمطر اليوم بالرغم من عشقى الداخلى لهذا .. لكن ليس اليوم ..

تداعب اصابعى اطراف المنديل الموضوع على المائدة و اسرح قليلا بخيالى .. اتذكر البداية الغريبة لموضوعى الجميل .. اتذكر جلوسى منذ حوالى عام على شبكة الانترنت اتابع بعينى تلك الكلمات المقتضبة التى تتسلل الى نافذة الحوار الخاصة بى و التى تخبرنى بان مخلوق جديد يستأذن بالدخول .. اتذكر تسارع اصابعى على مفاتيح الحاسب الخاص بى لاعلن البداية .. و يتسلل ذلك الحلم الجميل عبر الاثير ليملأ فراغا كبيرا بداخلى .. و يتصاعد ذلك الصوت الذى ظننت انه مات بداخلى ليعلن بانه ما زال موجودا و يستعد للبداية الجديدة .. اذكر الحوار الذى حدث بيننا ذلك اليوم كانه حدث بالامس .. و اذكر باننى قبل الانتهاء قد قررت باننا سوف نتكلم مرة اخرى .. سوف نتكلم كثيرا .. و قد حدث ..

كانت ملامح شخصيتها التى عشقتها تتضح اكثر و اكثر بعد كل حوار .. تعودت بان انتظر كل يوم او يوم بعد يوم تلك النافذة الجميلة التى تظهر على جهازى بمجرد دخولى على الانترنت لتخبرنى باننى تلقيت رسائل جديدة فى غيابى .. تعودت ان اطالع تلك الرسائل المكتوبة بانجليزية منمقة باستمتاع .. استمتع بتلك اللحظة التى تمتد معى لتشمل يومى باكملة .. تعودت بين الحين و الاخر ان اتكلم معها مباشرة ربما لساعات و التى تمر علينا كلحظات اخرى انسى معها كل شئ .. اطير لاصل الى سمائى المفقودة التى ظللت طويلا ابحث عنها .. و اعود مرة اخرى بحمل قد رحل عنى .. و مرة اخرى يتصاعد داخلى ذلك الصوت الذى يخبرنى بانه على اتم الاستعداد لمغامرة جديدة ..

منذ شهر فقط وافقت فجأة ان ترانى .. كنت قد تعودت ان اطلب منها ذلك و تعودت هى الرفض و تعودت انا هذا الرفض حتى اصبح روتينا يوميا لكل حواراتنا .. لكن اختلف الامر هذا اليوم عندما طلبت و وافقت بكل بساطة على الطلب .. لم اتفاجأ كثيرا لمعرفتى بطبيعتها الثائرة المجنونة كالبحر فى يوم عاصف .. ومنذ اقل من شهر تم لقائنا الاول فى هذا المكان .. ثم لقائنا الثانى و الثالث و الرابع .. و ارفع عينى لارى اقبال ملاكى الجميل على معلنا بداية لقائنا الخامس ..

هى ارق من قطرة ندى تكونت على ورقة شجر فى فجر يوم بارد .. ارى اقبالها على بخطواتها الرقيقة الحانية و الرياح التى تعبث بمعطفى تتخلل خصلات شعرها الفاحم .. تجذب الكرسى و تجلس امامى و اتطلع الى عينيها .. للحظة اتوه فى ليل غامض و ارتفع ملايين الاميال عن الارض لاصل الى تلك الارض المفقودة التى طالما حلمت بها .. و فى اللحظة الثانية اعود مرة اخرى و تلتقى اعيننا .. و نبتسم ..

شعور اللحظة لا يجعلنى اتذكر الكلمات .. و لكن بالتاكيد تكلمنا كثيرا فى كل شئ .. و فى لا شئ .. استمتع بمراقبة سحب الضباب الداكن التى تخرج من افواهنا لبرودة الجو ..

- لحظة ... معايا موبيل

اتراجع بظهرى للوراء ريثما تنتهى من مكالمتها .. استرق النظرات للحضور القليل بجانبى .. و مرات اخرى لاشعة الشمس الخافتة التى تتسلل من وراء الافق المعتم .. اتابع بعينى تقلب امواج البحر امامى فوق الصخور المغطاه بالطحالب الخضراء ... و يتسلل الى اذنى بعض من الكلمات التى تخرج من هاتف صديقتى .. اسمع ذلك الاسم (ريهام) يتكرر عدة مرات و لا اعيره اهتماما .. و اعود بعينى مرة اخرى اليها .. لماذا تتكلم بذلك الصوت الخافت؟؟ .. و يتكرر الاسم مرة اخرى .. الاحظ محاولتها ان تنهى المكالمة بسرعة و هى تنظر الى .. و فعلا تنتهى المكالمة مع وعد من المتكلم انه سوف يتكلم مع (ريهام) فى وقت اخر .. تنظر الى مرة اخرى و تضع الهاتف على المائدة امامى .. و انظر اليها و ابتسم .. بداخلى مشاعر كثيرة ما بين الدهشة و الحزن .. و تعرف اننى اعرف ..

- انا ريهام ... مش هاجر

احتفظ بابتسامتى الخافتة .. و لا ارد

- تعال معى

و اعرف بالتاكيد باننى سوف اذهب معها ...

---------------------------------------

ارفع ياقى معطفى ضد الهواء الذى ازدادت حدته .. و تقف ريهام بجانبى و قد بللت قطرات المطر الخفيفة وجهها و تشير الى فتاه جالسة على مقعد امام مبنى من اربعة ادوار

- تلك .. كانت .. هاجر

اتابع بعينى اوراق الشجر الذابلة التى تتطاير على ارض الكلية امام الرياح .. انظر الى جماعات البشر الذين يأتون و يذهبون امامى .. و اعود ثانية لاركز بصرى على تلك الفتاة الجالسة امامى .. هى حزينة .. هى هائمة .. لا اعرف .. الاحظ فقط انحناء وجهها على صفحة الكتاب المفتوح بين يديها .. تقرأ فى لا شئ .. هل هذا هو عالمها؟؟؟ ... لا تبالى بالخطوات الكثيرة حولها و لا يبدو عليها اى تأثر بالاصوات التى تخترق اذنيها .. لديها عالمها الخاص الذى ذابت فيه و انفصلت عن كل شئ حتى تحلق فى سمائة .. او هكذا رأيت ...

اثبت عينى على خصلات شعرها التى ابتلت بفعل المطر و تساقطت لتغطى جانب وجهها دون ان ترفع رأسها عن الكتاب الذى تقرأ فيه .. و يتسلل الى اذنى صوت ريهام ليحكى قصتها .. عرفت ان ريهام هى اختها الكبرى .. عرفت منها ان هاجر قد توقفت عن الكلام و عن التفاعل فجأه ذات صباح ... بدون ادنى سبب .. لا احد يعرف ما حدث لتلك الصغيرة الجميلة .. تحكى ريهام كيف حاولت هى و اسرتها المستحيل كى يخرجوا تلك الفتاه الصغيرة من عالمها الذى ذابت فيه فجأة بدون اى جدوى .. تحكى ريهام كيف اصبحت هاجر فجأة فتاة صامتة مجتهدة فى دراستها .. لكن لا شئ غير ذلك .. تحكى ريهام عن محاولتها اليائسة للحفاظ على صورة اختها و لو عن طريق الخيال .. كيف نقلت لى بكل امانة شخصية هاجر كما كانت قبل ان تتوقف عن الكلام .. تحكى ريهام عن مدى استمتاعها بحبى لشخصية هاجر التى استطاعت ان تجسدها لى كما هى .. استطاعت ان تعطيها الحياه ...

- هى اختارت ان تتوقف ... و انا اردت لها الاستمرار ...

تزداد حدة المطر و تختفى تدريجيا جماعات البشر التى كانت تملأ الساحة .. و تحافظ هاجر على جلستها الصامتة دون اى مبالاه للمطر المنهمر .. لكن يبدو عليها التغير .. شئ ما يثير بداخلها البهجة .. يظهر من حركة عينيها المتوترة ما بين الكتاب و السماء و اوراق الشجر التى تحملها الرياح ... يظهر من نقر اصابعها المنتظم على صفحات الكتاب كاستجابة لموسيقى صامتة يتم عزفها فى عالمها فقط .. و ترفع راسها .. و تلتقى عيناها بعينى .. و ترتسم على شفتيها ابتسامة ..

و ابادلها الابتسام ...

تقول ريهام فى صوت حزين:

- هى لا تبتسم لك ... فى الاغلب هى لا تراك ..

و ارد و انا ما زلت احتفظ بابتسامتى:

- اعرف ...

تتركنى ريهام و تذهب الى اختها .. تتكلم معها قليلا بصوت لا اسمعه .. و تقوم هاجر من كرسيها و تسير بجانب اختها فى خطوات خفيفة صامتة .. اتابع اقبالهم على و تتصاعد حدة ذلك السؤال فى رأسى ..

ماذا حدث لتلك الصغيرة كى تقرر فجأة التوقف عن الحياه ؟؟؟؟؟